أصدرت منظمة دعم الإعلام الدولي “IMS” تقريراً بعنوان “سوريا: آليات سلامة الصحفيين تبدأ بالثقة“ حول عملها في دعم الإعلام وسلامة الصحفيين في سوريا بالتعاون مع وحدة دعم الاستقرار.
وجاء في التقرير “أن آي إم إس تبذل جهودا بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب ضمن إطار خطة الأمم المتحدة”.
وقالت المنظمة إنه وبعد أكثر من عقد على “الحرب يبدو المشهد الإعلامي في سوريا مجزأ وغير منظم خاصة مع فرار الصحفيون المستقلون إلى المنفى أو نزوحهم داخليًا أو قتلهم على يد النظام”.
وتابعت المنظمة بأنها بدأت العمل مع وحدة دعم الاستقرار منذ عام 2020 “بهدف تحقيق التعاون والمواءمة بين الجهات الإعلامية الفاعلة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الجزء الشمالي من البلد”، كما نظمت وحدة دعم الاستقرار وبدعم من IMS سلسلة من ورشات العمل لتشجيع الحوار بين أصحاب المصلحة من وسائل الإعلام المستقلة، سلطات الحكم المحلي، القوات العسكرية المحلية، والمجتمع المدني بهدف ضمان سلامة الصحفيين.
وأوضحت IMS أن أهمية هذه الاجتماعات كونها”جمعت ذوي الخبرات المحلية الهامة لمناقشة التحديات والاحتياجات المتعلقة بالسلامة في العمل الإعلامي، كما أنها ساهمت في بناء أرضية للحوار والثقة بين مختلف الجهات الفاعلة”
وقال السيد منذر السلال، المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار إن هذا المشروع “مهم في وقت توقفت فيه العديد من الكيانات الدولية عن دعم وسائل الإعلام السورية، على الرغم من تدهور الوضع والظروف المعيشية البائسة والانتهاكات وعدم الاستقرار”.
وتابع السيد منذر بأن “دعوة الجهات الفاعلة للحوار وبناء الثقة فيما بينها هو إنجاز بحد ذاته في البيئة السورية الحالية، ونعتقد أنه سيزيد من سلامة الصحفيين ويعزز مهنيتهم على أرض الواقع”
وبحسب منظمة دعم الإعلام، فإن “ميثاق الشرف الإعلامي” الذي تم إصداره في شباط/فبراير من العام الحالي يعتبر “أحد أهم المخرجات لهذا المشروع”، وهو خطوة هامة نحو خلق قطاع إعلامي أكثر احترافية و تعاوناً مع التركيز على شرح قوانين العمل الإعلامي و زيادة حماية الإعلاميين وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، بحسب تقرير المنظمة.
وستزيد وحدة دعم الاستقرار بدعم من IMS من تركيزها على الحوكمة لتعزيز وتطوير الهياكل الداخلية وسياسات السلامة للجماعات الإعلامية، كما يتضمن هذا وضع خطة طوارئ إقليمية راسخة وموجهة محليًا بهدف إعداد المؤسسات الإعلامية المحلية الناشئة لإعادة التموضع في المستقبل في حال تصاعد الصراع في مناطقها.
يقول السيد منذر السلال مؤكداً ذلك: ” إن ورشات العمل وميثاق الشرف الإعلامي هي الخطوات الأولى نحو خطة طوارئ إقليمية و التي من خلالها سنعمل على تحسين آليات سلامة الإعلام حتى يتمكن الصحفيون من الاستمرار في تغطية ومشاركة القصص المهمة مع الشعب السوري والعالم في أوقات الأزمات”.
إن جوهر الشراكة بين كل من آي إم إس و وحدة دعم الاستقرار هي أن خطة طوارئ كهذه يجب أن يتم العمل عليها من قبل الجهات السورية المحلية المتواجدة في الداخل السوري بهدف ضمان استدامة المشروع، خاصة أن الحرب في سوريا قد أثبتت للسوريين أنه عند وقوع الكوارث فإن المجتمع الدولي قد لا يبدي أي استعداد لتقديم المساعدة، ولهذا السبب تواصل آي إم إس دورها الداعم و الارشادي لوحدة دعم الاستقرار في سبيل تحقيق ذلك.