عقدت وحدة دعم الاستقرار في الحادي عشر من الشهر الجاري المؤتمر السياسي الرابع في غازي عينتاب التركية تحت عنوان “تطلعات المجتمعات المحلية لعقد اجتماعي سوري جديد” ضمن مسار ” العقد الاجتماعي لسوريا المستقبل” الذي تقيمه الوحدة في الداخل السوري، وجمع العديد من السوريين من داخل سوريا وخارجها مع جهـات سياسية ودوليـة.

وحضر المؤتمر كمتحدثين رئيسيين كلاً من:
- السيد هادي البحرة الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية
- السيد عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة
- الدكتورة رغداء زيدان عضو اللجنة الدستورية عن وفد المجتمع المدني

وبمشاركة العديد من الجهات السياسية والمجالس المحلية ومنظمات مجتمع مدني فعاليات مدنية ومنظمات نسائية وناشطين/ات، بالإضافة لجهات دولية ( تركيا – الولايات المتحدة الأمريكية )

استعرض المؤتمر مخرجات مسار العقد الاجتماعي الذي تم العمل عليه لمدة ثمانية أشهر فـي عدة مناطق فـي الداخل السوري ( اعزاز – عفرين – مارع – الباب – جرابلس ) وفـي اكثر من منطقـة في تركيا، الذي تم إعداده بإشراف أكاديميين مختصين على ثمانية محاور وأكثر من ستين جلسة و ورشة عمل بالإضافة الى استبيانات.

تم عقد قرابة 61 جلسة مقسمة على الشكل التالي: 20 يوم تدريبي في مارع و الباب و جرابلس و عفرين و اعزاز، 21 جلسة رفع وعي حول العقد الاجتماعي، 35 جلسة تخصصية، 9 جلسات في غازي عنتاب و 9 جلسات نقاش و حوار عام بحضور العديد من السياسيين و الفاعلين في القضية السورية

وفي ختام المؤتمر تم طرح مسودة العقد الاجتماعي لسوريا المستقبل الذي يمثل آراء وأفكار السوريين الذين شاركوا في الورشات والجلسات والاستبيانات بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم، ومن فئات متنوعة من المجتمع (مجالس محلية، شباب، نساء، نقابات، أكاديميين، نقابات، ضباط، رجال دين، رجال قانون، سياسيين، وإعلاميين) ومن مختلف مكونات الشعب السوري.

وتحدث الدكتور عبدالحميد العواك الإخصائي القانوني وأحد المشرفين على المسار عن تعريف العقد الاجتماعي وفق رؤية المعهد الألماني للتنمية و الاستدامة وهو “كل الاتفاقات الرسمية و غير الرسمية و الصريحة او الضمنية بين كل الفئات المجتمعية و السيادة (أي الحكومة) التي تحدد حقوقهم والتزاماتهم تجاه بعضهم البعض.

وأكد الدكتور أن لكل مجتمع عقد خاص به و مقومات خاصة بهذا العقد، و أن العقود الاجتماعية متباينة زمانا و مكانا فلا يوجد عقد اجتماعي متطابق مع آخر من حيث النشأة و الأطراف و النتائج.

وتابع الدكتور انه من الغريب أن غالبية السوريين لا زالوا يرون في العقد الاجتماعي عقد بين أطراف مجتمعية وليس بين المجتمع و السلطة و هم بذلك يخلطون بين العقد الاجتماعي و التماسك المجتمعي و الذي يعتبر شرطا سابقا للعقد الاجتماعي و ليس واحدا من مخرجاته.

وقال السيد هادي أن جزء من الدستور هو العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقة بين الشعب والدولة
في سوريا عجزت الدولة عن تقديم الخدمات الأساسية (مثل الأمن والعدل) لمواطنيها في جميع دساتيرها لذلك فإن المواطن السوري لا يشعر بانتمائه للدولة السورية، لذلك كان لابد من إقامة ورشات لمعرفة ما هي الحقوق الأساسية التي يود الشعب السوري أن يراها موجودة في الدستور الجديد و العقد الاجتماعي الجديد.

وتحدثت الدكتورة رغداء زيدان عن أنه لا يوجد تماسك اجتماعي في سوريا لأنه منذ بداية تشكل الدولة السورية و حتى اليوم لم يأخذ السوريون فرصتهم في التعرف على بعضهم البعض، كما أن دولة الاستبداد التي نشأت عمقت الشرخ بين المكونات من خلال الطائفية و المناطقية و العرقيات التي كانت السلطة دائما ما تعتمد عليها للسيطرة على المجتمع.

ومن أهداف هذا المسار تهيئة الأرضية و البيئة المناسبة لتجمعات مهتمة بالشأن السياسي والعام كالمنتديات السياسية المستقلة التي تم تشكيلها في عدة مناطق، وتم مساعدتهم في العملية التنظيمية وإجراء الانتخابات، تشجيعاً للعمل والممارسة السياسية.