ازداد انتشار فايروس كورونا ( COVID-19)في عدة دول من العالم و وصل عدد المصابين به الى اكثر من مليون انسان مسببا وفاة اكثر من
أربعة و خمسين ألفا منهم رغم كل الإجراءات و الاحتياطات التي اتخذتها الدول المتقدمة و امتلاكها لمنظومات صحية متكاملة و تسخيرها لكل
.الإمكانات التي تملكها لمواجهه تفشي الفايروس
و في ظل عجز الجهود العالمية لمواجهه المرض و الحد من انتشاره و عدم وجود أي علاج او لقاح للمرض حتى الان ، و يبقى الحجر المنزلي
.و غسل اليدين باستمرار و استخدام المعقمات و الكمامات الواقية و غيرها هي الإجراءات يوصى بها لمكافحة انتشار الفايروس
الأعداد الكبيرة من النازحين الذين يسكنون في المخيمات النظامية والعشوائية المنتشرة بكثرة إضافة لماكن الإيواء الجماعي للمهجرين في ريف
محافظة حلب الشمالي والشرقي والممتدة من مدينتي عفرين و أعزاز وصولا لمدينتي الباب وجرابلس ، حيث بلغ عدد سكان المخيمات النظامية
حوالي ( 160.000 ) نسمة والعشوائية منها حوالي ( 130.000 ) نسمة بالإضافة لمخيمات الإيواء الجماعي التي تم إقامتها مؤخرا بعد موجة
التهجير الخيرة من ريف إدلب والريف الجنوبي والشمالي لمحافظة حلب نتيجة الحملة العسكرية لقوات النظام و روسيا والتي هجرت حوالي
مليون نسمة والعمل قائم من قبل الجهات العاملة في المنطقة بإنشاء مخيمات لإيوائهم إضافة للكثافة السكانية المرتفعة في المدن والبلدات والقرى
التي بلغت حوالي ( 1.700.000 ) مليون وسبعمائ ة الف نسمة في شمال وشرق حلب والتي تعد اقل كثافة من حيث المخيمات والسكن من ادلب وريفها
هذه الكثافة السكانية العالية في المنطقة تسبب تخوف شديد من كارثة إنسانية خطيرة في حال ظهور وانتشار فيروس كورونا في أي منها لعدم
وجود الإمكانات لمواجهته و فرض أي حجر فيه ، و زادت المخاوف بشكل اكبر وخاصة بعد تفشي المرض في مناطق سيطرة النظام وفي تركيا
.وعدم القدرة على احتواءه و تزايد رقعه انتشاره
فأماكن الإيواء الجماعي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ، و المخيمات العشوائية غير مؤهلة بالبنية التحتية اللازمة من شبكة مياه وصرف
صحي و عدم كفاية الموارد المائية فمنها لا تكفي حتى للشرب وعدم كفاية دورات المياه والحمامات والتي هي عبارة عن كتل جماعية و تستخدم
.بشكل مشترك بين اللاجئين في المخيم
إضافة لقلة عدد المساعدات الخاصة بالنظافة الشخصية ( سلة نظافة ) مقارنة بعدد اللاجئين وعدم توفر المعدات لترحيل القمامة مع قلة عدد
.النقاط الطبية لمتابعة الحالات المرضية بعمومها
ولا يختلف واقع المخيمات النظامية كثيرا من حيث الخدمات مع وجود شبكة للمياه والصرف الصحي وقيام المنظمات العاملة بتوزيع المساعدات
الإنسانية بشكل دوري تقريبا
مع العلم ان هناك توقف جزئي في مشاريع واعمال المياه و الاصحاح ( WASH ) في عدد من المخيمات في الفترة الخيرة و شكاوى من
اللاجئين أيضا بعدم كفاية المياه وضعف إمكانات النقاط الطبية الموجودة من حيث الكوادر وعدم توفر المستلزمات ووسائل الوقاية من مواد
.تعقيم وكمامات وغيرها
التجمعات السكانية ذات الكثافة السكانية المرتفعة في بقعة جغرافية صغيرة هو عامل سيؤثر سلبا ويجعل من الصعب جدا إلزام السكان البقاء في
منازلهم أو منع الاختلاط كإجراء وقائي بسبب الوضع المعيشي السيء للأهالي وانتشار البطالة بنسبة مرتفعة جدا و عدم وجود دخل للأسر يكفي
لتأمين أبسط الاحتياجات و هو ما أدى الى الاعتماد على المساعدات الإنسانية المقدمة ، و اعتماد قسم آخر في تأمين دخله على العمالة اليومية.
بالإضافة لعدم قدرة المراكز الطبية في المنطقة على استيعاب الحالات المرضية إن تم اكتشافها وافتقارها للكوادر الطبية الكافية و كذلك المعدات
.و الجهزة الطبية و الغرف المجهزة ، و أماكن الحجر الطبي
ومن الصعب تطبيق هذه التدابير الوقائية الولية نظرا لهشاشة البنية التحتية للمواطن أي انه لا يوجد لدى عدد كبير منهم منازل وغياب تام
.لجهات تؤمن متطلبات المواطن الساسية
على الرغم من الخطورة البالغة للوضع في حال وصول الفايروس و انتشاره ، فان منظمة الصحة العالمية لم تقم بتجهيز او تقديم أي شيء من
شأنه احتواء الكارثة ، سوى تقديم كيت لكشف الحالات عبر شبكة الإنذار المبكر و الاستجابة للأوبئة في وحدة تنسيق الدعم و بلغ عددهم الى
الان / 600 / كيت بحجه انه ما من حالات حتى الان في المنطقة ، لكن الكارثة ان حصلت لن تستطيع منظمة الصحة العالمية احتوائها طالما
أنها لم تقم أي تجهيزات او مساعدات من اجل اجراء الاحتياطات للحد من انتشار الفايروس بشكل مسبق ومن الممكن ان تكون الكارثة الكبر على
الاطلاق في ظل الظروف التي تم الحديث عنها مسبقا في هذا التقرير
:مع العلم أن الحكومة السورية المؤقتة المتمثلة بوزارة الصحة وبعض الجهات المتعاونة معها قامت بعدة خطوات أهمها
تشكيل خلية أزمة ضمت كل من ( وزارة الصحة – مديريات الصحة في المناطق – الدفاع المدني – وحدة تنسيق الدعم – وحدة دعم –
(الاستقرار- منظمات معنية
التعريف بفايروس كورونا من خلال المقاطع المرئية والبروشورات –
إقامة ورشات عمل لمناقشة الخطة الموضوعة والاحتياجات وجاهز ية المستشفيات والكوادر –
العمل على تسريع إنشاء وحدات العزل –
العمل على تأمين وسائل التعقيم والمستلزمات اللوجستية –
العمل على تجهيز ثلاث وحدات عزل للإصابات الشديدة كل واحدة تتسع ل 20 سرير –
العمل على وضع خيمة لكشف وتقصي الحالات المشتبه بها لكل معبر –
تدريب الكوادر الطبية على إجراء التحاليل المخبرية –
العمل على تجهيز مخبر شبكة الإنذار المبكر وتقديم الإرشادات الصحية الوقائية –
:و اتخذت السلطات المحلية والمنظمات بعض الإجراءات منها
إغلاق المعابر والمنافذ الحدودية سواء مع تركيا او مع الأطراف الأخرى نظام + قسد ولكن يتم السماح للحالات الإنسانية وبعض o
التبادل التجاري
إغلاق المدارس والجامعات o
إغلاق الحدائق والماكن العامة o
منع الاجتماعات الفيزيائية o
تشكيل لجان طوارئ للمتابعة والتنظيم o
توزيع بروشورات توعية o
تعقيم الماكن العامة بالإمكانات المتوفرة o
العمل على تدريب فرق من الشباب المتطوعين لمساعدة الكوادر الطبية وتطبيق الإجراءات اللاحقة o